الثلاثاء، 29 مارس 2011

مرّ القطار ..

مرّ القطار سريعاً ،
كنت أنتظر
على الرصيف قطاراً مرَّ ،
وانصرف المسافرون إلى
أيّامهم ... وأنا
ما زلتُ أنتظرُ..


كان الحنين إلى أشياء غامضة
ينأى ويدنو ،
فلا النسيان يقصيني ،
ولا التذكُر يدنيني
من امرأةٍ
إن مسّها قمرٌ
صاحت : أنا القمرُ

مرّ القطار سريعاً ،
لم يكن زمني
على الرصيف معي ،
فالساعة اختلفت
ما الساعة الآن؟
ما اليوم الذي حدثت
فيه القطيعة بين الأمس والغد
لََمَّا هاجر الغَجَرُ؟


مرّ القطارُ سريعاً
 مرَّ بي ، وأنا
 ما زلتُ أنتظرُ



للشاعر  ( محمود درويش )

اثنتا عشرة سنة ..

إثنتا عشرة سنة يجبرونا على الترتيل
عاش المليك
عاش المليك
عاش المليك
وليعِش المليك!
وليعِش المليك..
أمخلَدٌ هو؟
أسطرة النظام ما عادت تجني الكثير!
أسطَرَةُ النظام سئمها الشباب..
فلنُنشد
عاش الوطن
عاش الوطن
عاش الوطن
ولننتقل من انتمائنا للكُل
ثمّ الجزء..


أنت أيُّها الحاقد
لا تبحث عن سقطات الكلام
كتابتي منّي إليكم
فلا تساوم
ولا تُزايد على وفائي لبلادي
كُلُّ ما في النفس
أنّي أرفض إقصاء البلاد
تنحيتها جانباً أمام
أسطَرَةَ الأفراد
وليكُن ما يكُن
أُحبُّ الوطن
أعشق ترابه
كُلِّي لهُ
للوطن فدائي
للشعب انتمائي

لسادة الحكم احترامي
إن أصدروا مرسوماً
بِ : عاش الوطن .. عاش الوطن..عاش الوطن ..


ولنعِش بهم بعدها ..
عندها
ربما
ربما
ربما
سيُنشِدُ التلاميذ سلامهم الصباحي بسعادةٍ وأمل
عندها
ربما
ربما
ربما
لن أتثاءب بملل
حين تستفزُّني أسئلتي التي أسألها
كلّما رُفِع العلم
الأولويّةُ لِمَن؟
لمن؟
لمن؟



لكن الحقيقة الوحيدة
الثابتة حتّى اللحظة
أنّي إحدى الناجين من مُخدر اللاوعي الغريب
ربما بعد اليوم سيزيدون
جُرعة_ الهيرومليك_ن
كي أكون آخرَ الخيول
في ساحة بلادي
كي لا تصهل فرس
كي لا تعدو للحقّ
كي تستمر في الإختباء من الشمس..

بين ذكائك وحماقتك خيط رفيع!
كيف لم تفهمني آنذاك؟
لم أبكِ لخطيئةٍ اقترفتها
إنما بكيت هذه الحياة الفاجرة!
بأي حق تتلاعب بنا؟
تستنزف أحلامنا
بأي شرعية تقمع سرب أمنياتي
وتُدميني بشظايا ذكرياتي
تهمس بشيطانيّة في أُذني:
لا تفرحي فكما سلبت الأول منك..
كما عذّبته قبل وفاته..
سأُعذّب الثاني بحياته!

اللعنة..
حقا الأموات يتحكمون بالأحياء
الغالي يرسم خطواتي
وأسير بلا جدوى فوق حطامي لأني أحب الميت
الذي عاش ويعيش
وسيعيش دوماً رغم المُشكّكن..
ألستُ على قيد الحياة..
إذن ما زال مثلي حيّاً
مثلي يبتسم وأحياناً يبكي
مثلي ينام لا .. لا ..
الفرق الوحيد أنّه لا ينام مثلي..
لأنّه يتوقع حضوري
ويجهّز للقائي بأي لحظة ..
متى انتهى أجلي نغفو غفوتنا الأبدية معاً ..

تُشعل أفكاري.. وكالريح تمضي من دياري..

ُتشعلني وترحل بغيومك وأمطارك
تُحرقني وتمضي...
تدفعُني للرغبة بالانتحار!
أزهد في خيراتك حين أشتهيها
وتُدميك جذوة الرغبة في ثمار حقولي
وفراشات ورودي
فلماذا نعيش أدواراً خُلِقت لغيرنا
ببلاهةٍ نُمثّل دور الخارجين عن القانون
بحماقةٍ نجتذب الحُزن إلينا
لكأنّا له مفتقدون!
ألجأُ إليك
وحين أتذكر أنّك مُغادرٌ
أبكي على كتفيك
وتنسى حروفك كُلها
كلها ...
أمام سحر العيون
صراع البقاء والفناء
عشناه في مسائنا الماطر
صراع البسمات والآلام عرفناه..
موتي في وطنك
ومحياك في منفاي..

الغُربة قمة الغُربة
قمة الغُربة أن تُعاند الإحساس
ما بين اللذة والرهبة
الواقع والخيال
الخوف والأمان
الحُب والممات!
لست أنا وأنا..
أنا ولست أنا..
أنا وهو...
هو وأنا...

نعم شرقيّة..شرقيّة حدّ النُخاع..

امرأة شرقيّة
وأعشق الحُريّة
شرقيّة وأصالتي هويّة
شرقيّة بفطرتي ذكيّة
شرقيّة والوفاء سجيّة
شرقيّة بالحب مرويّة
شرقيّة وكرامتي أبيّة
شرقيّة وجمالي هديّة
عيوني عسليّة
شفاهي ورديّة
بشرتي حنطيّة
أحلامي سماويّة
فساتيني حرير
عطري عبير
أساوري ذهب ثمين
عقدي لؤلؤ نفيس
خلخالي يهزأ بالحاقدين
شرقيّة ميزتي أنّي شرقيّة ...

روتينك النفسي..

حين يصبح روتينك اليومي
أعجوبة بحد ذاته
حين يطاردك قهرك الأبدي
أتراك تجد لذةً في التركيز بأفكارك لوهلة؟
أم تسعى لاجترار عذاباتك؟
أو تبقى ساكنا مُنصتا لحطام انكساراتك!
لعلك تجتاح مُدناً لا يسكنها سواك أنت...
أنت والألفُ أنت في داخلك!
أنت وعاهتك النفسية التي لا تقبل إعادة تأهيل
ولا علاج يشفيها!
عاهة إنفصامك عن أحلامك ..
معها وضدها
تتمناها وتخشاها..
تجري إليها
وحين تُمسي قاب قوسين أو أدنى تهرب منها..
ألا يا غافلاً عن أحلامك
مزِّق أوراق حرمانك
وانثر رماداً بعيون حُسّادك
عِش كما تمنيت
ولا تأبه لوسوسة عُذّالك
دعك من الفصام المجتمعي الحاد
وعاند ذاتك أوّلاً
ولتعلم منذ الآن أنّ اليأس والإحباط رفاق السوء لأحلامك
والأمل خلاصك ومنجاتك..
هب أنّكَ مُسافر
كُن فريداً باختيار أدق تفاصيل خطواتك
لا تمشِ درباً سلكه أجدادك
شُقّ طريقك بمعول آمالك
بيدك طوق نجاتك
فلا تغرق في رمل مُتحرك أحمق لا يدري ما حصل لكثبانه!
اسبح ببراعة على شاطيء أفكارك
لحِّن أُمنياتك
أتقِن العزف بقيثارتك
وادنو منها واقترب كُن حذراً فشرقيّةُ الذكرى ستحتجزك
ستحتجزك في وسط ساعةس رمليّة
إن تأخرتَ عن اللحاق بشراع سفينتك....

الأحد، 27 مارس 2011

جهّز نفسه.. وشنقها ..

جهّز نفسه منذ الصباح الباكر يملؤه فرح غامر
استجمع قواه
طرد كل خيبات الأمل
وكل الهزائم التي شنقها مرارا في ذاكرته
وادَّعَت الموت كل مرة..
اليوم...
اليوم يحقق وعده
اليوم تُشفى كرامته
تخيّل البلاد زهرة أقحوان تمتد أكثر وأكثر..
تدوس الخائن
تحتضن المناضل الصامد الذي يقاوم
إلى أن ينفِذّ الجلاد مطالب الحفاة العراة من الضغائن والبغضاء
إلى أن يحقق مطالب من يرتدون حرير حب البلاد وأمل الأوفياء


ومشى
سار
تقدّم
بين الصفوف سار مكبِّرا
الكل يهتف الله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر..
هذه الحناجر قاومت الصدأ..
هذه العقول تمرّدت بغضب
وساروا بشجاعة بشرعيّة الحق

نحن أبناء الوطن
نحن بناة الأمل
وما طلبنا إلا الإصلاح
ولا فكرنا بمعاداة النظام..
ما أردنا إلا حُلُما أزرق..
وغضب القُرصان
استشاط غضبا
وحلّت عليهم لعنة الشيطان
لأن إحدى الحناجر الذهبية
نادت بأعلى حُزنها...

الله.. الوطن.. الشعب

الله .. الوطن.. الشعب..

الله.. الوطن.. الشعب..


وقتله الشيطان!
رجمه الشيطان بالأحجار
صلبه على الدُوَّار
وحارت الساحات
حارت بدموع الشوارع
حارت بشهقة الأشجار..

خوفي على الأحرار
تهامست الظلال:"خوفي على الأحرار"..

خوفي من جبابرة الظلام
تماسكت الظلال
إتّحدت الظلال
كسّرَت الأصنام
حطّمَت الجدران


أما هو ....
فعاد في الفجر...
عاد مع الظلال
صلّى
كبّر
نادى الله.....
حضن الظلال
داوى الجراح وراح في سُبات...

وأبقى أنا...

الكل ها هنا ينسى
زوجتك
أولادك
رفاقك
أقلامك
دفاترك
جرائدك
سجائرك
قداحتك
سيارتك
علاقة مفاتيحك
منشفتك
فرشاة أسنانك
ثيابك
عطرك
ساعتك
أحذيتك
نافذتك
فراشك
غرفتك
أشجار منزلك
الكل ينسى
أو يتناسى إن لم يستطع أن ينسى...
الكل ينسى
الكل يا وحيدي
وأبقى أنا معذبة بذاكرتي البلورية
حيث أراك
أسمعك
أشعر بك
حين تأخذني من تحت ذراعي
كعصفورة جريحة تغمرني حتى أهدأ... أهدأ... أهدأ بين ذراعيك...


الكل يا وحيدي ساروا في حياتهم
وسرت أنا بجسدي وعقلي
لكن،
لكن استعصت الخطوات على روحي وقلبي..

عالقة أنا في علاقتنا الشائكة ما بين رحيلك
_موتك_ هكذا يخبروني!
وبين حياتي بعدك...
كم عاهدتك بأني سأكون قوية رغم الفراق..
ونجحت يا وحيدي ..
يشيرون إلَيّ بالبنان أن انظروا لجبّارة النساء
...


لكنها الوحدة يا وحيدي...
آه من كسرها الموجع
هي الوحدة موحشة كالعدم يا رفيقي
ربّاه... ربّاه لماذا أخذه القدر من حضني؟؟

أشتاقك رفيقي
أشتاقك
فبعدك
لا يد تمسح دمعي
لا حضن من الأشواق يحميني
لا همسة بالدفء تغريني
لا عين ترى الغضب في شراييني
لا أحد يفهم سر جمالي
ورقة ابتسامتي
لا أحد يعي انكساري
لا أحد .. لا أحد بعدك يا وحيدي....

لا يصدقون كم تعلقت بك رغم سطوة الغياب
...
آه كم بكيت يا سيدي
آه كم بكيت
وآه كم أبكوني
لأصدق أنّه الممات سرقك في الغرية وسط غيابة الظلام..
كم بكيت
وكم أبكوني
وما صدقت... وما صدقت.. وما صدقت...

قدري .. قدري...

 قدري أنك تشبهه حدّ الغرابة
حدّ الجنون..
قدري أنّك تحاورني بمنطقه..
تُفكر مثله..

قدري أنك تُغريني في الهجرة إليه..
وإن هاجرت فأيّ قبر يتسع لحزني يا صديقي؟!


قدري أن أتوقف عن التنفس حين تغتالني الموسيقى فجأة...
موسيقانا..
موسيقانا .. أنا وهو..


قدري..


قدري أنك تكاد ترى بعينيه..
قدري ان أبتسم بمرارة يا سيدي حين تهمس لي : " تذكّري القضية حتّى في أجمل اللحظات"!

تُرى يا قدري من الذي تكلّم آنذاك؟
أنت أم هو؟
هو ؟ انت؟ أنت ؟ هو؟.......



ترى شفاه من عانقت؟
شفتاك
ام شفتيه...


وأنت أتُراك جلست معي أو مع ظلِّي؟!


قدري أن تنسف أوتاري الصوتية حين أتأمل طيرين في السماء يسلباني متعة الحياة حين يُذكِّراني بأن الدنيا عندي بالذّات لا تتسع إلا لمجرد لونين
الحياة عندي إما سوداء أو بيضاء
اللعنة ...
يا رفيقي إعذرني .. حتّى هنا الطيور سوداء أو بيضاء..


قدري أن يحولني الدحنون إلى عبوة ناسفة حين يعدو بجنون صوبي محمّلا بذكرياتٍ موقوتةٍ بالعبرات
بالدموع يا صديقي..

قدري أن تزلزل كياني باختراق حاجز صمتي
بل حواجز صمتي ... تخترقها بشجاعة سؤالك : أتثقين بي؟
سيدتي .. حبيبتي؟
أتثقين بي..
أجبت عني آنذاك ...
فاقرأ اليوم ردِّي ..
نعم
أثق بك.. أثق بك.. أثق بك...
لكن،
معذرةً.. لأني ببساطةٍ لا أثقُ بقدري..

الثلاثاء، 22 مارس 2011

أحدى عشر رسالة مهاجرة..


الوريقة الأولى:

أشعر بالبرد هذا المساء .. وددت أن أبقى وحيدة فأعلنت عن " حالة اكتئاب " .. أغلقت الأبواب و الستائر .. و رقصت حبوب المسكنات فرحا و طرباً .. حاصرتني الأسئلة تطالبني بتبريرات محنطة .. .ماذا أقول .. احتاج لبعض الوقت لأضمد جراحي .. قد أبرأ و ربما أموت .. أو هو إحساسي بمرارة الخيانة .. خدعت نفسي بنفسي .. آمنت بأن الحزن يمنح للنفس البشرية بعداً أخر .. تفكيراً أعمق .. لكني فجأة لم أعد قادرة على فهم ما يجري .. الأقنعة تربكني والالتفاف حول الأمور يتعبني .. احتاج لحقيقة أتشبث بها ...أحتاج لحنين يطفيء سخطي .


الوريقة الثانية:

تتشابه الأيام .. صباح يرحل و أخر يأتي دون أن أحرك ساكناً ...ليس سوى الصقيع.. أصبحت عاجزة عن الإندهاش .. ذهبت لأبعد مدى في حزني .. رتبت جرحي ليغدو أنيقاً...دونت تاريخ ميلاده و أنهيت رحلتي خارج الزمن والتي كنت قد امضيتها و أنا أتأمل سقف غرفتي وشريط من سنين تركتها خلفي .. أحاول عبثاً لملمة أفكاري المبعثرة لأخرج من بين الركام و أنا متأكدة من أني لم اعد كما كنت و بأني لن أعود ..

هكذا كنا .. آنذاك لم أكن شديدة الطمع جلّ ما أردته هو أن أرى وجهك كل يوم .. أنا التي أتهرب من الناس و أتحاشاهم تمنيت لو أني أتعرف بك ..،،،



الوريقة الثالثة:

 
لا أعرف .. لكني ما زلت أؤمن بأن الأرواح تلتقي في بعد زمني آخر .. هو أمر فوق قدرة البشر على الفهم .. شيء ندركه و لا نملك دليلاً على وجوده ..

لا يمكنك أن تقف أمامي هكذا .. أكرهك .. أقنعت نفسي بذلك أو خدعتها .. المهم ما نؤمن به أليس كذلك .. أمنت بأن هناك أموراً لا يمكن نقاشها أو التفاوض حولها .. القلب المصلوب رسم حدوداً واضحة .. ثم اني لم اطمع بأكثر من رؤيتك و سماع أخبارك ..

 

الوريقة الرابعة:



في البداية لم أصدق أن تتحقق أمنيتي الوحيدة..وأن كل النجمات البرتقالية ستلوذ بغرفتي بالزمن الآخر..لا بل أكثر من ذلك .. ولدت صداقة بغاية الروعة .. لكنها مخيفة !

أن أجد من يقرأني ككتاب مفتوح..... شيء مخيف .. و لأني لا أحب الوقوف طويلاً و التعلق بالأوهام قررت أن لا أعود
..


الوريقة الخامسة:
كل ثوراتي باءت بالفشل .. كنت أعود و أعود .. بين مد و جزر كنت أعود بضعف قلبي .. ليتني لم أعرفك .. لا اعلم كيف كانت ستغدو حياتي .. لكن لا !

 
الوريقة السادسة:
أعددت نفسي لاستقبال الموت مئات المرات و أتقنت دوري جيداً و توقف النبض ....تمرنت على رقصتي الأخيرة الف مرة... تمضي الأيام لا أشعر بها .. أتمزق من داخلي و ابتسم لمن حولي كي لا يكشفوا أمري .. فمكاني لم يعد بينهم.. وليس في مكان ما..

أحسد بائع اسطوانات الغاز العابر..وربما أغبطه أكثر منه...حين يعبر الحي وهو ينادي: غاز غاز..غاز
!
ليس في حياته ما يجبره على التدرب على رقصات هي الأخيرة..و لا ينظر الى نبضه ..باكياً..ملوحاً...،،

ليس هناك طعنات ترتسم كوشم بدوي في صميم قلبه
...وليس عليه ان يبرر سقطاته لنفسه...


الوريقة السابعة:
اليوم أراك ببساطة أقرب ما تكون إلى مفارقة ساخرة .. أنا التي اعتدت على بعادك .. و أمنت بأن سعادتك هي سعادتي .. و كالأرواح التي تهيم حول أحبتها كنت أتجول في كل مكان مررنا به بذلك الزمن الأبيض السحيق.. أعانق الأرصفة و الأشجار .. من هنا مررنا هنا جلسنا..هنا تحاورت أصابعنا لأول مره... هي مجرد ذكريات لكنها كل ما بقي لدي .. تعيدني إلى نقطة البداية .. لكني اكتفيت من درب العذاب و الألم و الحيرة .. أحببتك و ما زلت .. لكن وجودك لا يعني لي الكثير .. فالأرواح تلتقي و التقت منذ قرون ..



الوريقة الثامنة:


أي الهي:

لماذا كل الوجوه تنتهي دوماً بملامح حزينة على ورقي الأبيض.. !


   :الوريقة التاسعة


اليوم يخطفني بريق الحياة ..تسرقني الاضواء ..تسيرني رغباتي ..لا ارى الا ذاتي واللحظة الراهنة ! لا افكر إلا في الأنا .. الأنا التي أخذت مني كل مأخذ!
اعبر فوق الاف الاشياء ... لا اراك ..لا ابالي ببسمتك ..الوقت غير مهم..الريح أمر غير ضروري لعطر الياسمين كي يقترف المكوث على شبابيك المدينة !
أقول: حتى ياتي الغد ،،
وفي الغد اصبح ذكرى في جراب "ذكرياتك" ...لا آخذ شيئا من امسي سوى جسدي.......وصدى أوراقي....

و
:
وبعد غد
يطويني النسيان ...كأنني لم أكن يوما في هذه الدنيا الرثة،،


الوريقة العاشرة:
هذا الصباح..الريح الخفيفة..الندية...تبكيني... تحمل أوراق الشجر..الى مكان ما..

رجل ما وقف على قارعة الطريق..يكنس بعضاً من هذه الأوراق..بحركة وئيدة،

لو كان يدري ما بها..ما ظننته سيلمسها
!

رائحة قهوة منعشة تأتي من مكان ما
..

الشمس تطلق موسيقاها..والناس تنطلق
..
الأوراق مسفوحة
في الطريق
والناس
تدوس..وتدوس،

شيئاً ما مكسور بداخلي
...

 الوريقة الحادية عشر:


ها انت تعود حاملاً حقائبك..بها أوراق الشجر التي يبست..ومعها يبس عمر كان لي ذات مرة....تعود من بلاد الطيور الغريبة بعد زمن.....!

كم تمنيت لو أمكنني ان اشم رائحتك.....أوتظن أني سأضعف؟
!

يا نذل
!

كم تذكرني بسمتك بوجه ذئب رأيته في أحد كوابيسي
ذات عمر.... ،،

أود لو أبكي من أعماق شراييني..غير أن أحداً لن يفهم سر رغبتي بالبكاء..لذا.. فلا حاجة بي للبكاء،،

قلبي لن يعيدني لمربع الصفر الأول مثلما فعل بي في الزمن السحيق....أعدك،

سأبقى أتجرع كبرياء أحلامي..وانت..هناك....في العراء...ككلب يثير الرثاء
!

ما عدت أتهرب من الالتقاء بالبشر...بل صاروا هم يتهربون من احتمال
كبريائي...كبريائي الذي أودعته في قناديل ليل مضى مع قطار التاريخ،،

أنت تبدو محزناً بعد أيابك من بلاد الصقيع
..

لا تحاول أن تدنو...لأنك إن دنوت..ستهوي.. وستصغر أمامي كبغاث الطير
!

كل الشعوب ..

كل الشعوب تثور إلاّي
كل الشباب والصقور
كل النسور تثور إلاّي
في جسدي ستة ملايين خلية
ثلاث ملايين لي
والبقية جواسيس لك
فكيف بالله عليك أثور؟
كيف أثور؟!
وفي عينيك رصد لفكري
وأراك ببصيرتي تحولني لصفقة رابحة لجوع العيون..


كل الشعوب يا سيدي
بطهر حنائها تخضب الرموش!
وأبقى أنا أقتلع الشوك بقلبي من مقلة الخؤون!
أماه ماذا أقول؟

ثلاث ملايين جورية ذبلت على أرصفة ماسحي الجوخ!
إصفرت بقرع طبول الغجر المعتوه!
شنقوهم بأوتارهم الصوتية
صلبوهم على أغصان زيتون

كل الشعوب تثور وتختنق خلاياي بفساد الثلاثة الباقون
كل الشعوب تثور
وانتمائي لعذابك يطول
وبقائي في حضن أشواكك يدوم
وانصياعي لأوامر جلادك محتوم
ورغبتي في نحر الباقين تدفعني للجنون


أما هلاكي...
هلاكي إن قرأ الثلاثة الباقين ما بين السطور..
ومصيبتي إن فقأوا بصيرتي بتكتيكهم المعهود..

كل الشعوب تثور
ونضالي ضد ظلي مشؤوم
ويراني دونكيشوت فيسحر من قلاعي والحصون..
يهزأ بمنجلي أمام سلاحه المُشهر في الريح علنا
في مواجهة طواحين الحقول...

لو كنت تدري..

كم أعشق رسائلك المباغتة
تجلب معها نكهة الفرح وبسمة الأمل
لماذا
لماذا لم تكُ صديق الطفولة؟
لماذا عثرت عليك في ربيعي
وخريفك؟في شتائي ولهيب صيفك؟
لماذا لا تتفق خطواتنا
فنخجل من أبسط أحلامنا..
فصولنا يا رفيقي لاتنسجم
إما تسبقني أو أجتازك!
سخرية الحياة يا صديقي
أن تكون وجهان لعملة واحدة
وجهان معا دوما
وأبدا لا نفترق
ويستحيل أن نجتمع !
فيا صورتي
إن الكتابة متيمة بك
فابتسم .. فابتسم .. فابتسم..

الأحد، 20 مارس 2011

أرملة عذراء

أرملة عذراء
وايُّ قدرٍ ساقه الفراق!
عذراء ويُتمُ قلبها هشيمٌ في صحراء
مضى وغاب
تاركاً ألم البُعد يُعانقُها كلَّ مساء
يتيمة القلب
يتيمة الفكر
يتيمة الروح
يتيمة الليل!
زهدَت في رجال الأرضِ بعده
تشعُر أنهُم مُجرَدُ كائنات أوليَّةٍ
أمام حضوره الطاغي
وجهه القادم من البيداء
فارس الطوارق
عذب الخصال
كريم الطباع
فصيح اللسان
فطرته الوفاء
حبيبُها..
ياتيها على خيلٍ مُجنَحٍ من وسط الظلام
يلامس كفيْها..
يأخُّذُها من ذراعيها..
يعصف بالمجرات
يهمس لها عن مكانه وسط السماء
حيث يُراقبها على الدوام من هُناك..

تتمسك به كأنّهُ روح الحياة..
تتشبثُ به..
تتسارع الأنفاس..
وحين يُفزعها نبضُ قلبها الجنونِي
تستسلم لإغفاءة على شُعاع قمَرِي..

يُراقبها بذهول هامساً
عذرائي تزداد جمالاً..
تُشرقُ بهاءاً..
يا لوقار الأميرات حتّى في المنام..

عذرائي بتولُ النساء
عذرائي
أحبك..أحبك..أحبك..
عذرائي إنه قدري..
أنتظرك في طُهر السماء..
أشتاقك بتولي..


وحين يبزُغ من تحت جفنيها قمران..
تجد مخدَعها غارقاً بالعبرات..
هي الأقدار...
إرادةُ ربِّ السماء ورب الناس...


هي الأقدار ولا جُرأَةً لدى العذراء لتواجه مِقصلَةَ الغياب..
ولا قُدرةً لديها على الصحو والسهاد
إرادة السماء..
ولا خيارٌ لها إلاّ إسدالُ الستار
والنومُ أبد الآباد
إلى أن تلقاه...

الخميس، 17 مارس 2011

وشوشة !


اترى ينام الطير وهو يعرف أي شمس ستسطع له غداً؟
أي عينان ستقتلانه؟
ليهوي الى عالم من فراغ!
أي غيمة ستسحق روحه برقتها؟
الى أين المسير؟!

برقية من وراء التلال!



أيهذه الصديقة الحبيبة
أيهذا القمر الذي انتظره في قبة الكون
إن الشعر: دمع بارد لا يليق بجمالك القدسي
فحين تكونين انتِ..
لا تكون القصيدة،
وحين تكون القصيدة
يطويك عن دمي المحاق
وتظلم روحي مثل قبر سحيق!

أي عذرائي:

أنا محكوم بالإعدام دون خبز جسدك
يقتلني البرد دون ضياء عينيك
العالم يصير سجناً موحشاً
في غياب صوتك
يبكيني ضوء الغروب حين تصيرين 
حلمي
وقهوتي
وقميصي
وانتصاري
وهزيمتي
...............




الأربعاء، 16 مارس 2011

لعينيكَ ..

لعينيك أشتاق
لإغفاءتي بين ذراعيك
لهمساتك على شفَتَي


تُعذبني خطواتنا الراقصة
فوق التلال
حين تداعب يداك خصري
وتعانق روحي ذكراك
تخطفني للأمس الغافي على رمادنا السحيق
فتُشعل قبلاتك جمري
وتُلهبُ مُدني لِتُحرق أقنعة النسيان


أنت لي
وإن همسوا يا ريم مات !
أنا لك وإن زفوني للأكفان
أناي لأناك ...