أشعر بالبرد هذا المساء .. وددت أن أبقى وحيدة فأعلنت عن " حالة اكتئاب " .. أغلقت الأبواب و الستائر .. و رقصت حبوب المسكنات فرحا و طرباً .. حاصرتني الأسئلة تطالبني بتبريرات محنطة .. .ماذا أقول .. احتاج لبعض الوقت لأضمد جراحي .. قد أبرأ و ربما أموت .. أو هو إحساسي بمرارة الخيانة .. خدعت نفسي بنفسي .. آمنت بأن الحزن يمنح للنفس البشرية بعداً أخر .. تفكيراً أعمق .. لكني فجأة لم أعد قادرة على فهم ما يجري .. الأقنعة تربكني والالتفاف حول الأمور يتعبني .. احتاج لحقيقة أتشبث بها ...أحتاج لحنين يطفيء سخطي .
الوريقة الثانية:
تتشابه الأيام .. صباح يرحل و أخر يأتي دون أن أحرك ساكناً ...ليس سوى الصقيع.. أصبحت عاجزة عن الإندهاش .. ذهبت لأبعد مدى في حزني .. رتبت جرحي ليغدو أنيقاً...دونت تاريخ ميلاده و أنهيت رحلتي خارج الزمن والتي كنت قد امضيتها و أنا أتأمل سقف غرفتي وشريط من سنين تركتها خلفي .. أحاول عبثاً لملمة أفكاري المبعثرة لأخرج من بين الركام و أنا متأكدة من أني لم اعد كما كنت و بأني لن أعود ..
هكذا كنا .. آنذاك لم أكن شديدة الطمع جلّ ما أردته هو أن أرى وجهك كل يوم .. أنا التي أتهرب من الناس و أتحاشاهم تمنيت لو أني أتعرف بك ..،،،
الوريقة الثالثة:
لا أعرف .. لكني ما زلت أؤمن بأن الأرواح تلتقي في بعد زمني آخر .. هو أمر فوق قدرة البشر على الفهم .. شيء ندركه و لا نملك دليلاً على وجوده ..
لا يمكنك أن تقف أمامي هكذا .. أكرهك .. أقنعت نفسي بذلك أو خدعتها .. المهم ما نؤمن به أليس كذلك .. أمنت بأن هناك أموراً لا يمكن نقاشها أو التفاوض حولها .. القلب المصلوب رسم حدوداً واضحة .. ثم اني لم اطمع بأكثر من رؤيتك و سماع أخبارك ..
الوريقة الرابعة:
في البداية لم أصدق أن تتحقق أمنيتي الوحيدة..وأن كل النجمات البرتقالية ستلوذ بغرفتي بالزمن الآخر..لا بل أكثر من ذلك .. ولدت صداقة بغاية الروعة .. لكنها مخيفة !
أن أجد من يقرأني ككتاب مفتوح..... شيء مخيف .. و لأني لا أحب الوقوف طويلاً و التعلق بالأوهام قررت أن لا أعود ..
الوريقة الخامسة:
كل ثوراتي باءت بالفشل .. كنت أعود و أعود .. بين مد و جزر كنت أعود بضعف قلبي .. ليتني لم أعرفك .. لا اعلم كيف كانت ستغدو حياتي .. لكن لا !
الوريقة السادسة:
أعددت نفسي لاستقبال الموت مئات المرات و أتقنت دوري جيداً و توقف النبض ....تمرنت على رقصتي الأخيرة الف مرة... تمضي الأيام لا أشعر بها .. أتمزق من داخلي و ابتسم لمن حولي كي لا يكشفوا أمري .. فمكاني لم يعد بينهم.. وليس في مكان ما..
أحسد بائع اسطوانات الغاز العابر..وربما أغبطه أكثر منه...حين يعبر الحي وهو ينادي: غاز غاز..غاز!
ليس في حياته ما يجبره على التدرب على رقصات هي الأخيرة..و لا ينظر الى نبضه ..باكياً..ملوحاً...،،
ليس هناك طعنات ترتسم كوشم بدوي في صميم قلبه...وليس عليه ان يبرر سقطاته لنفسه...
الوريقة السابعة:
اليوم أراك ببساطة أقرب ما تكون إلى مفارقة ساخرة .. أنا التي اعتدت على بعادك .. و أمنت بأن سعادتك هي سعادتي .. و كالأرواح التي تهيم حول أحبتها كنت أتجول في كل مكان مررنا به بذلك الزمن الأبيض السحيق.. أعانق الأرصفة و الأشجار .. من هنا مررنا هنا جلسنا..هنا تحاورت أصابعنا لأول مره... هي مجرد ذكريات لكنها كل ما بقي لدي .. تعيدني إلى نقطة البداية .. لكني اكتفيت من درب العذاب و الألم و الحيرة .. أحببتك و ما زلت .. لكن وجودك لا يعني لي الكثير .. فالأرواح تلتقي و التقت منذ قرون ..
الوريقة الثامنة:
أي الهي:
لماذا كل الوجوه تنتهي دوماً بملامح حزينة على ورقي الأبيض.. !
:الوريقة التاسعة
اليوم يخطفني بريق الحياة ..تسرقني الاضواء ..تسيرني رغباتي ..لا ارى الا ذاتي واللحظة الراهنة ! لا افكر إلا في الأنا .. الأنا التي أخذت مني كل مأخذ!
اعبر فوق الاف الاشياء ... لا اراك ..لا ابالي ببسمتك ..الوقت غير مهم..الريح أمر غير ضروري لعطر الياسمين كي يقترف المكوث على شبابيك المدينة !
أقول: حتى ياتي الغد ،،
وفي الغد اصبح ذكرى في جراب "ذكرياتك" ...لا آخذ شيئا من امسي سوى جسدي.......وصدى أوراقي....
و:
وبعد غد يطويني النسيان ...كأنني لم أكن يوما في هذه الدنيا الرثة،،
الوريقة العاشرة:
هذا الصباح..الريح الخفيفة..الندية...تبكيني... تحمل أوراق الشجر..الى مكان ما..
رجل ما وقف على قارعة الطريق..يكنس بعضاً من هذه الأوراق..بحركة وئيدة،
لو كان يدري ما بها..ما ظننته سيلمسها!
رائحة قهوة منعشة تأتي من مكان ما..
الشمس تطلق موسيقاها..والناس تنطلق..
الأوراق مسفوحة في الطريق
والناس
تدوس..وتدوس،
شيئاً ما مكسور بداخلي...
الوريقة الحادية عشر:
ها انت تعود حاملاً حقائبك..بها أوراق الشجر التي يبست..ومعها يبس عمر كان لي ذات مرة....تعود من بلاد الطيور الغريبة بعد زمن.....!
كم تمنيت لو أمكنني ان اشم رائحتك.....أوتظن أني سأضعف؟!
يا نذل!
كم تذكرني بسمتك بوجه ذئب رأيته في أحد كوابيسي ذات عمر.... ،،
أود لو أبكي من أعماق شراييني..غير أن أحداً لن يفهم سر رغبتي بالبكاء..لذا.. فلا حاجة بي للبكاء،،
قلبي لن يعيدني لمربع الصفر الأول مثلما فعل بي في الزمن السحيق....أعدك،